منذ إعلان اليوم الاثنين أول أيام الشهر الكريم بدأت الهواتف المحمولة في حال مشحونة من ضغط رسائل التهاني والتبريكات بمناسبة حلول هذا الضيف الغالي، وذلك عبر تطبيقات ووسائل اتصال متعددة.

مستخدمو تلك التقنيات والتطبيقات اختلفوا في وصف أساليب وطرق رسائل التهاني بالضيف الكريم، وبالمناسبات الدينية بشكل عام، ما بين افتقادها روح التواصل الحسي، وكونها روتينية وتقليدية بلا معنى أو روح، وآخرين يصفونها بأنها نوع من الفرح والتعبير عن المشاعر بتلك المناسبة.

المحاضر بجامعة الملك سعود مستشار العلاقات العامة والإعلام "طارق الأحمري" قدّم ٤ نصائح اتصالية تزامنًا مع غزارة رسائل التهنئة بحلول شهر رمضان، دعا فيها أولاً لصنع رسائل مخصصة للأشخاص الذين يهمونك بأسمائهم، واصفًا تخصيصها بالمؤثر، بعكس الإرسال بشكل جماعي.

وحذّر "الأحمري" من إعادة إرسال رسائل التهنئة، باعتبار ذلك سيظهر للأشخاص؛ ويعطي انطباعًا غير جيد.

وطالب المستخدمين بصنع رسالة عامة، توضع في الحسابات الاجتماعية أو المجموعات فقط.

وأخيرًا أوصى بضرورة الاختصار في الرسائل.

ومن جانب آخر، علق الأخصائي الاجتماعي "عبدالرحمن القراش" بقوله: "عالم التقنية والاتصالات الحديثة يعتبر نقلة نوعية للناس؛ إذ يتم من خلالها سهولة التواصل الاجتماعي بين الأفراد والمؤسسات؛ فمنذ خمسة عشر عامًا أحدثت ثورة الإنترنت قفزات مهولة في التقدم الإنساني (الفكري والاقتصادي والثقافي)؛ فقربت المسافات، وسهلت المعاملات".

وأضاف "القراش": "لذا أصبحت تتماشى مع المناسبات الدينية والاجتماعية، بل تعدت إلى أن صارت هي المعبّر الرئيس عن مشاعر التواصل؛ فبرسالة جماعية يستطيع أن يصل إلى ما يقارب مئتي فرد ومجموعة.. بيد أن هذا لا يعفي الشخص عن السؤال والاتصال، وخصوصًا بذوي الرحم والقربى".

وتابع: "فبعض الناس يعتبر الرسالة النصية عبر مواقع التواصل خالية من الأحاسيس الإنسانية التي يكون بها الاشتياق واضحًا للأطرف الأخرى؛ لأن اللغة المكتوبة ناقل غير جيد للمشاعر".

واختتم: "فضلاً عن أنه ربما يتوقع المستقبِل أنه مجرد شخص مفروض على المرسِل إذا لم يكن التواصل بينهما إلا بالرسائل النصية في المناسبات؛ لذا يجب أن يكون هناك تفريق بين المهم والأهم في التواصل الفعال، وعدم وضع الناس في سلة واحدة من حيث القرابة والصداقة والزمالة".