يحوم مؤشر ستاندرد آند بورز 500 حاليًا بالقرب من أعلى مستوياته على الإطلاق، فهو على المسار الصحيح لتحقيق عوائد أفضل من متوسط عام 2020 في خضم سوق صاعدة.
في غضون 33 يومًا فقط خلال 2020انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 34٪ تقريبًا وهو أسرع هبوط له على الإطلاق في سوق هابطة، كانت هناك أيام شهد فيها هذا المؤشر القياسي انخفاضات من رقمين تصل إلى 12٪، حيث تم القضاء على سنوات من المكاسب في غضون أيام.
بالطبع، انتهى الأمر حيث استعاد المؤشر خسائره في السوق الهابطة ووصل إلى مستوى قياسي جديد بحلول منتصف أغسطس، ثم واصل تسجيل أعلى مستوى جديد على الإطلاق تلو الآخر، لينهي عام 2020 بمكاسب تبلغ نحو 15.6%، وارتفاع مؤشر ناسداك بنسبة 43.7٪، وحقق مؤشر داو جونز ارتفاع بنسبة 6.6٪.
خلال هذا العام يحتاج المستثمرون إلى تذكر كل من الارتفاعات والانخفاضات في الركوب الجامح لعام 2020، يقول المحللون الاستراتيجيون في وول ستريت إن أسعار تداول الأسهم تتجه نحو الأعلى، لكنهم يحذرون أيضًا من احتمال استمرار التقلبات في عام 2021، فضلاً عن احتمال حدوث المزيد من المفاجآت.
هناك بعض المحفزات التي نعرفها بالفعل والتي يمكن أن تدفع السوق إلى الأعلى، من المحتمل أن يصل لقاحكوفيد 19 في الأشهر الأولى من عام 2021، بالإضافة إلى اعتزام البنك الاحتياطي الفيدرالي الإبقاء على أسعار الفائدة منخفضة في المستقبل المنظور، ومع ذلك، هناك أمور مجهولة قد تؤثر على أداء السوق التي تشمل مدى قوة الانتعاش الاقتصادي ووجود حزم تحفيزية أخرى، بالإضافة إلى احتمالية انتشار سلالات جديدة من الفيروس قد تؤدي لعمليات اغلاق جديدة.
إليك ما سيؤثر على الأسواق المالية في عام 2021:
تطورات لقاحات فيروس كورونا
ستبقى جائحة الفيروس التاجي موضوعًا رئيسيًا، إن لم يكن الموضوع الأساسي لجميع الأسواق المالية بالأخص سوق الأسهم في عام 2021، ما الذي سيشاهده المستثمرون بالضبط مع تطورات كوفيد 19؟.
يقول أحد محللي وول ستريت أن تطوير اللقاح موجود في أعلى قائمة المؤثرات، قفزت سوق الأسهم للأعلى مؤخرًا بسبب الأخبار الإيجابية حول لقاح لفيروس كورونا من شركات الأدوية، كما يتوقع المزيد من مثل هذه الإعلانات عن تطورات في اللقاحات في عام 2021.
إن الأخبار الإيجابية عن تطورات لقاح كوفيد 19 في الأشهر الأخيرة من عام 2020، جعلت الأسواق تتطلع إلى عام أكثر تفاؤلًا وتأمل في العودة إلى شيء أكثر طبيعي، حيث ابتهجت الأسواق باحتمالات إنهاء الوباء العالمي وتأثيره الاقتصادي الكبير.
في غضون ذلك، ارتفع عدد حالات الإصابة بكوفيد 19 في الولايات المتحدة وحول العالم بشكل حاد في الأسابيع الأخيرة، مما زاد من احتمالية أن عمليات الإغلاق الواسعة النطاق يمكن أن تقلص من شهية المخاطرة، من المرجح أن القضية الرئيسية بالنسبة للمستثمرين ستكون هي تقييم التوقعات على المدى القصير مقابل التوقعات متوسطة الأجل للفيروس.
جولة تحفيز ثانية
بعد تمرير مشروع قانون تحفيز ثاني من قبل الكونجرس الأمريكي لتعزيز الاقتصادي وتسريع وتيرة تعافيه، سيتمكن الأمريكيون من الحصول على مساعدة إضافية لتخفيف الآثار السلبية المالية التي سببها وباء فيروس كورونا، ستساعد حزمة التحفيز الثانية في تحسن شهية مخاطرة المستثمرين في أسواق الأسهم، لهذا قد يكون النصف الأول من العام جيدًا.
متغيرات فيروس كورونا قد تعمل على تسريع جولة جديدة من عمليات الإغلاق
مع بداية عام 2021 تم تحديد نوع جديد من فيروس SARS-CoV-2 الذي يسبب فيروس كورونا في المملكة المتحدة، وبالتالي يمكن أن يتسبب تحور الفيروس في حدوث مشكلات خطيرة، على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي الاختلافات في معدل الانتقال أو معدل الوفيات إلى عمليات إغلاق صارمة تزيد من تدمير الاقتصاد، من الممكن أيضًا أن تكون اللقاحات التجريبية والمُعتمدة للاستخدام في حالات الطوارئ غير فعالة أو أقل فاعلية ضد المتغيرات الجديدة للفيروس.
إن الخوف من المجهول جعل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بهوي في مارس، ويمكن أن يفعل ذلك مرة أخرى في عام 2021.
سياسة البنك الاحتياطي الفيدرالي
وعد صانعو السياسة في الاحتياطي الفيدرالي بالحفاظ على أسعار الفائدة منخفضة لسنوات، بعد قيام البنك بخفضها إلى ما يقرب من الصفر في مارس 2020،من المرجح أنتُبقي البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم على أسعار الفائدة منخفضة للغاية مع تعافي الاقتصاد العالمي من جائحة فيروس كورونا.
ستشجع خلفية أسعار الفائدة المنخفضة المستثمرين على الاستمرار في تفضيل الأسهم مقارنة بالسندات بسبب احتمالية تحقيق عوائد أعلى نسبيًا، وذلك سيساعد على رفع أسعار الأسهم.
في نفس الوقت، يمكن للبنك الاحتياطي الفيدرالي أن يقوم بطرح برنامج تيسير كمي آخر، وهو أداة سياسة نقدية غير تقليدية تتضمن شراء سندات الخزانة وغيرها من الأوراق المالية لدعم الأسواق والاقتصاد، خفف البنك المركزي من هذا البرنامج مع استقرار الأسواق في النصف الثاني من عام 2020.
يقول أحد المحللين أنه إذا بدأت مشاكل حقيقية في النظام المالي، يمكن للبنك الاحتياطي الفيدرالي أن يتدخل بمزيد من التيسير الكمي،لكن لا ينبغي للمستثمرين بالضرورة الاعتماد(أو توقع) هذا الدعم، وذلك لأن البلاد تمر بمرحلة من التقلبات،فلا يعني أنهم سيشعرون بأنهم مضطرون للتدخل، لأنهم سينظرون فقط في ما يمثل تهديدًا للاستقرار المالي.
التناوب والتعاقب الكبير
تعد الأسهم التقنية من الأسهم ذات الأوزان الثقيلة في سوق الأوراق المالية، وقد شهدت الكثير من الارتفاع لدفع السوق الأوسع نحو الأعلى خلال العقد الماضي،فهل يمكن أن يكون عام 2021 هو العام الذي يظهر فيه قادة جدد؟، يري المحللون أن هذا ممكن.
يمكن تقسيم عالم الأسهم إلى أسهم نمو مقابل أسهم قيمة، أسهم النمو هي الشركات التي يتوقع المستثمرون نموها بمعدل أسرع من السوق ككل، بينما الأسهم ذات القيمة هي شركات يعتقدون أنها أقل من قيمتها الحقيقية.
منذ سبتمبر حققت الأسهم ذات القيمة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 ارتفاع بينما انخفضت أسهم النمو، ومع ذلك لا يزال السوق الأوسع يرتفع خلال تلك الفترة، يشير هذا إلى أن المستثمرين بدأوا في تفضيل الأسهم ذات القيمة مقارنة بأسهم النمو.
النمو الاقتصادي وأرباح الشركات
أخيرًا وليس آخرًا، سيرصد المستثمرون عن كثب وتيرة النمو الاقتصادي وأرباح الشركات كما يفعلون كل عام،لكن مع ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس في جميع أنحاء البلاد وفرض العديد من الولايات عمليات إغلاق واسعة النطاق مرة أخرى، قد يكون من الصعب التنبؤ بهذه الاتجاهات في عام 2021.
حتى قبل بداية هذا العام،قد يكون الربع الرابع غير جيد للنمو الاقتصادي،حيث كانت تقديرات نمو الناتج المحلي الإجمالي لهذه الفترة في انخفاض، على سبيل المثال، تشير أداة من البنك الاحتياطي إلى أن الاقتصاد الأمريكي نما بنحو 2.9٪ في الربع الرابع، بانخفاض عن التقدير السابق بنحو 7.3٪.
من المحتمل عدم انتهاء الركود الاقتصادي الناجم عن جائحة فيروس كوروناعلى الأقل حتى النصف الأول من 2021، كانت هناك تكهنات حول حدوث ركود مزدوج محتمل، حيث يتعافى الاقتصاد لفترة وجيزة من الركود ثم يسقط في حالة ركود أخرى بعد ذلك بوقت قصير، لكن الاستراتيجيين يقولون إن هذا غير محتمل.
بدلاً من ذلك، من المرجح أن يتحسن الاقتصاد جنبًا إلى جنب مع احتواء الفيروس، عندما يحدث ذلك، من المتوقع أن تشعر الشركات المتداولة علنًا "بمزيد من الجرأة" لزيادة توقعاتها لعام 2021، وبشكل عام، من المحتمل أن تكون أرباح الشركات إيجابية في 2021 مقارنة بعام 2020.
21/02/2021 06:36 pm 2,156