ما الإجراء الذي يقوم به الباحث قبل مُتابعة خطوات كتابة البحث العلمي؟
•تحديد موضوع أو مشكلة الدراسة هو الإجراء الأهم، والذي يسبق خطوات كتابة البحث العلمي، ويجب أن يكون ذلك نابعًا من التَّخصُّص الذي درسه الباحث العلمي، فعلى سبيل المثال لا يُمكن لباحث اجتماعي أن يُقحم نفسه في دراسة إشكالية تتعلَّق بمرض مُنتشر داخل أروقة مُجتمع؛ حيث إن ذلك من بين الاهتمامات التي تخصُّ الباحثين الطبيين، وعلى العكس من ذلك لا يُمكن لباحث طبي أن يُفصِّل بحثًا عن ظاهرة انتشار الطلاق في المُجتمع؛ فذلك مناط للباحثين الاجتماعيين، وبالمثل لكل باحث تخصُّصه الذي يستطيع عن طريقه أن يُفنِّد الإشكاليات على اختلاف أنماطها.
•إن تحديد مشكلة الدراسة وتعريفها بعناية هما سبيل الباحث؛ من أجل فحصها ومُعاينتها بأسلوب دقيق، ومن ثَمَّ التَّوصُّل إلى الحقائق التي تُحيط بها في ظل سمات مُعيَّنة يجب أن تتوافر في الباحث العلمي، ومن أبرزها المصداقية والموضوعية بما يعني دراسة المشكلة دون تحيُّز شخصي منه، وكذلك التعامل مع أفراد عيِّنة الدراسة بأسلوب آدمي لائق، بالإضافة إلى التواضع العلمي الذي يجب أن يشوب الباحثين.
ما طبيعة المصادر التي يستقي منها الباحث البيانات والمعلومات في سبيل كتابة البحث العلمي؟
تتنوَّع مصادر المعلومات التي يستقي منها الدارسون مادة البحث العلمي كما يلي:
•الدراسات أو المصادر السابقة: لكل تخصُّص علمي مجموعة من الدراسات التي كتبها أو ألَّفها الباحثون السابقون، ويُعَدُّ ذلك المصدر الأساسي للباحثين العلميين.
•مواقع شبكة الإنترنت: في الوقت الرَّاهن تزخر مواقع شبكة الإنترنت بمعلومات وافية عن جميع التَّخصُّصات، ويُمكن أن يستمدَّ منها الباحث ما يرغب فيه من معلومات، ولكن ينبغي أن يكون ذلك من أجل تقديمها في صورة جديدة، وفي الوقت نفسه يجب أن تكون تلك المعلومات مُرتبطة بمحور إشكالية البحث العلمي مع أهمية التَّأكُّد من صحَّة هذه المعلومات.
•المجلدات والمقالات العلمية: هناك كثير من المجلدات والمقالات العلمية في جميع الميادين، ويُمكن أن يُطالعها الباحث في سبيل سوق مادة علمية ترتبط بموضوع البحث العلمي المُراد تفصيله.
ما خطوات كتابة البحث العلمي؟
بعد أن يُحدِّد الباحث الإشكالية ويُعرِّفها يبدأ في خطوات كتابة البحث العلمي كما يلي:
العنوان:
تُعَدُّ صياغة العنوان بمثابة أولى خطوات كتابة البحث العلمي، حيث يختار الباحث كلمات تُعبِّر عما يتضمَّنه البحث العلمي متمثلًا في المتغير الأساسي للبحث العملي، ويجب أن يتَّسم العنوان بالبساطة قدر الإمكان؛ حتى يستطيع القارئون أو المُقيِّمون تفهُّم ما يحمله البحث من قضية علمية أو إشكاليه مُجتمعية، ومن المهم أن يكون العنوان مُختصرًا قدر الإمكان، ولا يحمل أي تفسيرات موضعها المتن الداخلي للبحث.
المقدمة:
المقدمة خطوة مهمة من خطوات كتابة البحث العلمي، وينبغي أن تتَّسم بمجموعة من الشروط، وفي أوَّلها أن تكون مُختصرةً ولا تجاوز صفحة أو صفحة ونصف الصفحة، وينبغي على الباحث أن يُضمِّن المقدمة البحثية بالأهمية التي جعلته يتوجَّه لدراسة الموضوع المطروح في البحث على وجه التحديد، وكذلك يجب أن تكون لغة المقدمة قوية قدر الإمكان؛ مع أهمية الاستعانة ببعض الآيات القرآنية أو الأحاديث أو الأقوال المأثورة أو الأشعار المشهورة، ولكن ينبغي أن يكون ذلك في سبيل تدعيم قضية البحث وفي نفس السياق، ومن بين الأمور التي ينبغي توضيحها في المقدمة حدود البحث الزمنية والمكانية، وكذلك طريقة البحث العلمي المُستخدمة مثل المنهج الاستقرائي أو الاستنباطي أو الوصفي... إلخ.
صياغة إشكالية البحث: تُعتبر صياغة إشكالية البحث من أبرز خطوات كتابة البحث العلمي، ويجب على الباحث أن يقوم بتعريف الإشكالية التي يتضمَّنها البحث في جُمل واضحة ومُختصرة.
أهداف البحث:
تُعتبر أهداف البحث العلمي من خطوات كتابة البحث العلمي المهمة، والأهداف تُعبِّر عما يحلم أو يرغب الباحث في التَّوصُّل إليها عند الانتهاء من كتابة البحث، ويجب أن تتَّسم الأهداف بالدِّقَّة والوضوح عن طريق اختيار كلمات بسيطة عند صياغتها، وكذلك يجب أن تكون قابلة للقياس، ويُمكن تحقيقها واقعيًّا من خلال الإمكانيات المادِّيَّة المُتاحة للباحث العلمي.
سؤال أسئلة البحث:
يُعبِّر سؤال أو أسئلة البحث عن الحل العملي للمشكلة التي يُثيرها الباحث العلمي، وعند صياغة أسئلة البحث يتم استخدام أدوات الاستفهام المُتعارف عليها مثل: ما، أو ماذا، أو هل، أو كيف... إلخ، غير أنه يجب على الباحث العلمي ألا يعتدَّ بذلك الحلِّ، وينبغي البحث بدقَّة عن جميع الجوانب المتعلقة بالسؤال؛ حتى يقتنع القارئ بإجابة السؤال المطروح، ويكون ذلك من خلال متن قوي ذي قرينة ودلائل دقيقة.
متن البحث: يتمثَّل متن البحث أو صُلب البحث في مجموعة من الأبواب والفصول والمباحث، وهو من أهم خطوات كتابة البحث العلمي، ويجب أن يكون المتن ذا أفكار مُرتَّبة وينتقل فيها الباحث من العموم إلى التفصيل، فعلى سبيل المثال يقوم بوضع فكرة معينة في كل باب، ومن ثَمَّ تتشعَّب الفكرة في كل فصل أو مبحث، ومن المهم الابتعاد عن الحشو أو تكرار المعلومات، وتختلف طريقة كتابة المتن حسب نوعية تخصُّص البحث العلمي، حيث يميل الباحثون في العلوم الإنسانية إلى استخدام عبارات إنشائية قوية عن الباحثين في العلوم التطبيقية الذين يفضلون استخدام الأسلوب البسيط على قدر المُستطاع مع التركيز على البناء المعلوماتي العلمي.
نتائج أو خلاصة البحث: تُعَدُّ النتائج أو الخلاصة من أهم خطوات كتابة البحث العلمي والتي يُوليها القارئون والمُناقشون الاهتمام عن غيرها من الأجزاء الأخرى، والسبب هو التَّعرُّف على الجديد الذي يحمله البحث، لذا فمن المهم أن يُرتِّب الباحث النتائج وفقًا لتسلسل البحث، مع توضيح القرائن التي توصَّل إليها، سواء أكانت قرائن وصفية أو مُعلَّلة بالأرقام.
توصيات البحث العلمي: هذا الجزء على قدرٍ كبيرٍ من الأهمية، وخاصَّةً بالنسبة للأبحاث الاجتماعية التي تهدف إلى التَّوصُّل لحلول يُمكن عن طريقها مُعالجة الإشكاليات، وتلك التوصيات أو ما يُطلق عليها البعض المُقترحات يجب أن تكون بسيطة وقابلة للتطبيق من الجهات المسؤولة عن ذلك.
الخاتمة: وهي الجزء الأخير المُتعلِّق بخطوات كتابة البحث العلمي، ويُوضِّح الباحث في ذلك الجزء نبذةً عن الإشكالية والنتائج والتوصيات، ويكون ذلك بوجهٍ عامٍّ دون تفصيلات سبق أن تمَّ طرحها بشكل مُوسَّع.
المراجع: يُعتبر جزء المراجع من أبرز خطوات كتابة البحث العلمي، وهو عبارة عن توثيق لجميع ما ساقه الباحث من معلومات تخصُّ الباحثين السابقين، وذلك من باب الأمانة العلمية، ويتمُّ توثيق تلك المراجع في المتن، وفي جزء مُستقل يُعرف بصفحة المراجع، وكلما زاد عدد المراجع دلَّ ذلك على حُسن سير البحث، والمجهود الكبير الذي بذله الباحث.
كيفية عمل بحث علمي pdf
09/05/2020 02:55 am 6,505